ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
الناشر
دار الفكر العربي
مكان النشر
القاهرة
٢ - شيوخه
٩٠ - تلقى ابن حزم عن كثيرين من العلماء، وكان يخالط كثيرين من ذوي الرأي والإحاطة من علماء عصره كابن عبد البر المالكي وغيره. ولقد ذكر هو في كثير من رسائله بعض شيوخه مشيراً إليهم، وخصوصاً في رسالة طوق الحمامة. وإننا لو تتبعنا هذه الرسالة لوجدناه يقص علينا أسماء كثيرين من شيوخه ممن تلقى عليهم الحديث، ونرى أنه ابتدأ يتلقى الحديث مبكراً في سنه. ولعله أول علم تلقاه بعد حفظ القرآن وتهذيب اللسان برواية الأشعار.
٩١ - فهو يذكر أنه ابتدأ حياته بعد أن شب عن الطوق ومالك عقله ونفسه فصحب أبا الحسين الفارسي، وكان عاقلاً عالماً ممن تقدم في الصلاح والنسك والزهادة في الدنيا والاجتهاد للآخرة. ولقد قال فيه ابن حزم كما نقلنا من قبل: أحسبه كان حصوراً لأنه لم تكن له امرأة قط وما رأيت مثله جملة علماً وعملاً وديناً وورعاً (١).
ولقد كان الفارسي هذا له كالرائد الذي يوجهه كالشأن في أولاد بعض الكبراء في أيامنا هذه؛ ولذا كان يأخذه إلى مجلس أبي القاسم عبد الرحمن الأزدي المتوفى سنة ٤١٠ شيخه وأستاذه وقد تلقى عليه الحديث والنحو واللغة.
ولقد روى الحديث صغيراً عن أحمد بن محمد الجسور المتوفى (٢) سنة ٤٠١ هـ.
ولقد روى الحديث أيضاً عن الهمذاني، وقد كان يحدث في مسجد
(١) الرسالة المذكورة ص ١٤٥.
(٢) طوق الحمامة ص ١٣٥.
77