78

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

الناشر

دار الفكر العربي

مكان النشر

القاهرة

القمرى بالجانب الغربي من قرطبة وقد روى عنه سنة ٤٠١ فقد جاء في طوق الحمامة : (( حدثنا الهمذاني في مسجد القمرى بالجانب الغربي من قرطبة سنة إحدى وأربعمائة))(١).

ولقد تلقى الحديث أيضاً عن أبي بكر محمد بن إسحاق ،

وهكذا إن الدارس الفاحص لهذا الكتاب يرى أن ابن حزم قد درس الحديث على أكثر المحدثين في قرطبة والبلاد التي حل فيها مرتحلاً ، وقد علمت أنه ارتحل كثيراً ، أحياناً اختياراً ، وأحياناً اضطراراً .

٩٢ - وقد تلقى الفقه في أول أمره كما قال ياقوت في معجمه ، وكما قال هو في الرسالة عن عبد الله بن يحيى بن أحمد بن دحون الفقيه الذي عليه مدار الفتيا في قرطبة (٢) ،

ولقد تلقى أيضاً الفقه والحديث على عبد الله الأزدي المعروف بابن الفرضي (٣) .

وقد كان ابن حزم معجباً بشيخه هذا في صدق علمه ، ومحافظته على الحقائق العلمية أن يخلط بها غيرها بالباطل ،

وكان فقيهاً عالماً بالحديث ورجاله بارعاً في الأدب والتاريخ ، وله من الكتب تاريخ علماء الأندلس ، وقد رحل من الأندلس إلى المشرق ، فحج وسمع من العلماء وأخذ عنهم . وكتب من أماليهم ، وروى عن شيوخ عدة من أهل المشرق ،

وقد ولد سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وتولى القضاء بمدينة بلنسية ، وقتله البربر يوم فتح قرطبة ، لست خلت من شوال سنة ٤٠٣

٩٣ - وهكذا تلقى ابن حزم الحديث عن المحدثين الذين التقى بهم ،

(١) الرسالة المذكورة ص ١٤٥ .

(٢) طوق الحمامة ص ١٢٠ .

(٣) الرسالة المذكورة ص ١١٩

78