حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
بدأ أولًا بالدعوة سرًا، واستمر على هذه الحال طيلة ثلاث سنوات كما ذكر ابن إسحاق (^١) والواقدي (^٢) وغيرهما.
٤ ــ وإنما اختار ﷺ البدء بالدعوة سرًا لما كان يعلمه من تعنّت قريش وشدّة تعصبها لشركها ووثنيتها، فلم يكونوا ليقبلوا بدعوة التوحيد بسهولة ابتداء.
٥ ــ لكن بعد مرور ثلاث سنوات أمره الله بإظهار دينه، ونزل قول الحق ﵎: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين﴾ [الحجر: ٩٤].
فحينها جَهَرَ النبيُّ ﷺ بدعوته واستعلن بها، فوقع الصدام بينه وبين قريش.
وبعض علماء السيرة يذكر أن الدعوة السرية انتهت بنزول قول الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ﴾ [الشُّعَرَاءِ: ٢١٤].
إسلام وَرَقَة بن نَوْفَل:
قال المصنف: «وأسلَمَ القِسّ وَرَقَة بن نَوْفَلٍ، وصَدَّق بما وجدَ من وحي الله، وتمنّى أن لو كان جَذَعًا (^٣)، وذلك أولَ ما نَزَل الوحيُ، وجاء في حديثٍ أن رسُولَ الله ﷺ قال: «رأيتُ القِسّ عليه ثيابٌ بيضٌ»، وفي الصحيحين أنه قال: هذا الناموسُ الذي جاء موسى بن عِمْران. لما ذهبت خديجةُ به إليه، فَقَصَّ عليه رسُولُ الله ﷺ ما رأى من أمرِ جبريلَ ﵇».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ ورقة بن نوفل هو: ابن أسد بن عبد العزى القرشي، ابن عمّ خديجة
_________
(^١) بلاغًا بدون إسناد، انظر سيرة ابن هشام ١/ ٢٣٧.
(^٢) طبقات ابن سعد ١/ ١٥٦.
(^٣) شابًا قويًا.
1 / 48