فصل
جملة من حَضَر بَدرًا
قال المصنف: «جملةُ من حضَر بدرًا من المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا. وأما المشركون فكانت عِدَّتهم كما قال ﷺ ما بين التسعمائة إلى الألف. وقُتِل من المسلمين يومئذٍ أربعة عشرَ رجلًا. وقُتِل من المشركين سبعون، وقيل: أقلّ، وأُسرَ منهم مثلُ ذلك. وفرغَ رسُولُ الله ﷺ من شأن بدرٍ والأسرى في شوال».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ نبَّه الحافظ ابن حجر إلى أن المسلمين الذين شاركوا في القتال الفعلي في بدر إنما كانوا ثلاثمائة وخمسة أو ستة فحسب، لأن بعضهم عُدّ من أهل بدر ولم يشارك في القتال لأسباب مختلفة، إما لكون النبي ﷺ ردّه أثناء الطريق واستخلفه على المدينة كأبي لبابة، وآخر انكسرت قدمه فردّه إلى المدينة .. وهكذا (^١).
٢ ــ وقوله: "وقُتل من المشركين سبعون، وأُسر منهم مثل ذلك": هذا هو الحق كما قال الحافظ ابن حجر (^٢). ولعله جزم به لثبوته في أحاديث عدة، كحديث ابن عباس قال: "فقتلوا يومئذٍ سبعين، وأسروا سبعين" (^٣).
(^١) فتح الباري ٧/ ٢٩٢.
(^٢) المصدر السابق ٧/ ٣٠٧.
(^٣) صحيح مسلم «١٧٦٣».