حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
تصانيف
الاضطراب، وكانت قائمة على المنافع الشخصية، والمكاسب المادية، ومحاولة الاستحواذ والسيطرة المالية على اقتصاد المدينة (^١).
مؤاخاته ﷺ بين المُهاجِرينَ والأنْصارِ:
قال المصنف: «وآخى رسُولُ الله ﷺ بين المُهاجِرينَ والأنصارِ، فكانوا يتوارثُون بهذا الإخاءِ في ابتداءِ الإسلامِ إرثًا مقدَّمًا على القرابة. وفَرَضَ الله ﷾ إذ ذاك الزكاةَ رفقًا بفقراءِ المُهاجِرينَ».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ حاصل ما ذكره المصنف أن النبي ﷺ عندما قدم مهاجرًا إلى المدينة كان من ضمن ما قام به من الأعمال الأولية أنه آخي بين أصحابه من المهاجرين والأنصار على الحق والمؤاساة، وهذا ثابتٌ في الصحيحين (^٢).
٢ ــ وكان الهدف من هذه المؤاخاة: تخفيف آلام الغربة، وتأليف قلوب الصحابة بعضهم على بعض، ومواساة بعضهم بعضًا، ومساعدة بعضهم لبعض، حتى يساعد القويُّ الضعيف، والغنيُّ الفقير (^٣).
٣ ــ وكان الصحابة في بداية الأمر يتوارثون بتلك المؤاخاة بعد الموت دون ذوي الرحم، كما أشار المصنف، ثم نُسخ هذا الحكم بعد غزوة بدر بقوله تعالى: ﴿وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الْأَنْفَالِ: ٧٥] (^٤).
(^١) السيرة النبوية للندوي ص ١٧٤. (^٢) صحيح البخاري «٢٢٩٢»، صحيح مسلم «٢٥٢٩». (^٣) فتح الباري ٧/ ٢٧١. (^٤) تفسير ابن كثير ٦/ ٣٨١، فتح الباري ١٢/ ٣٠.
1 / 112