الذل والانكسار للعزيز الجبار
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
أَمْرِي، أَنَا الْبَائِسُ الْفَقِيرُ الْمُسْتَغِيثُ الْمُسْتَجِيرُ الْوَجِلُ الْمُشْفِقُ، الْمُقِرُّ الْمُعْتَرِفُ بِذَنَبِهِ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِينِ وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الْخَائِفِ الضَّرِيرِ، دُعَاءَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وَذَلَّ جَسَدُهُ، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفُهُ، اللَّهُمَّ لًا تَجْعَلْنِي بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَكُنْ بِي بَارًّا رَءُوفًا رَحِيمًا، يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ، وَيَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ»، وكان بعضهم يقول في دعائه: (بعزتكم) (*) وذلي، (وبغناك) (**) وفقري.
وقال طاوس رحمه الله تعالى: دخل علي بن الحسين رحمه الله تعالى ذات ليلة الحجرة (فصلى) (...)، فسمعت يقول في سجوده: (عبدك) (****) بِفِنَائِكَ، مسكينك بِفِنَائِكَ، فقيرك بِفِنَائِكَ، سألك بِفِنَائِكَ. قال طاوس: فحفظتهن، فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني. خرج ابن أبي الدُّنْيَا.
وروى ابن باكويه الصوفي رحمه الله تعالى بإسناد له، أن بعض العباد حج ثمانين حجة عَلَى قدميه، فبينما هو فى الطواف وهو يقول: يا حبيبي يا حبيبي، وإذا بهاتف يهتف به: ليس ترضى أن تكون مسكينًا حتى تكون حبيبًا؟ قال: فغشي عليه، ثم كنت بعد ذلك أقول: مسكينك مسكينك، وأنا تائب عن قولي: حبيبي.
خرج ابن ماجه (١) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ عن النبي ﷺ أنه كان يقول في دعائه: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِينِ».
وخرج الترمذي (٢) من حديث أنس ﵁ عن النبي ﷺ مثله، وزاد: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ﵂: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ
_________
(*) بعزك: "نسخة".
(**) وغناك: "نسخة".
(...) يصلي: "نسخة".
(****) عبيدك: "نسخة".
(١) برقم (٤١٢٦) وسبق تخريجه.
(٢) برقم (٢٣٥٢) وقال: هذا حديث غريب، وسبق تخريجه.
1 / 308