الذل والانكسار للعزيز الجبار
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (١) فخشع رسول الله ﷺ، فلم يكن يلتفت يمنة ولا يسرة.
ورواه غيره عن ابن سيرين رحمه الله تعالى مرسلًا (٢) وهو أصح.
وخرج ابن ماجه (٣) من حديث أم سلمة أم المؤمنين ﵂ قالت: «كَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ يُصَلِّي لَمْ يَعْدُ بَصَرُهُ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَكَانَ النَّاسُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ يُصَلِّي لَمْ يَعْدُ بَصَرُهُ مَوْضِعَ (جَبِينِهِ) (*)، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ عُمَرُ ﵁ فَكَانَ النَّاسُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ يَلِي لَمْ يَعْدُ بَصَرُ أَحَدِهِمْ مَوْضِعَ الْقِبْلَةِ، وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ﵁، فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ فَتَلَفَّتَ النَّاسُ يَمِينًا وَشِمَالًا».
وفي "صحيح البخاري" (٤) عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ: «هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ العَبْدِ».
وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي (٥) من حديث أبي ذر ﵁ عن النبي ﷺ قال: «لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا الْتَفَتَ انْصَرَفَ عَنْهُ».
وخرج الإمام أحمد والترمذي (٦) من حديث الحارث الأشعري عن النبي ﷺ "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ" فذكر منها: "وَآمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا".
_________
(١) المؤمنون: ١ - ٢.
(٢) أخرجه أبو داود فى "المراسيل" (ص٨).
(٣) برقم (١٦٣٤).
(*) جبهته: "نسخة".
(٤) برقم (٧٥١، ٣٢٩١).
(٥) أخرجه أحمد (٥/ ١٧٢)، وأبو داود (٩٠٩)، والنسائي فى "الصغرى" (٣/ ٨)، وفى "الكبرى" (١/ ٣٥٦).
(٦) أخرجه أحمد (٤/ ١٣٠، ٢٠٢)، والترمذي (٢٨٦٣، ٢٨٦٤). قال الترمذي: حسن صحيح
غريب.
1 / 303