73

حكم السماع

محقق

حماد سلامة

الناشر

مكتبة المنيار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨ هجري

مكان النشر

الأردن

تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً(١) وأخبر أنه يدعو إلى الله وإلى صراطه المستقيم، كما قال تعالى: ﴿قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني(٢). وقال تعالى: ﴿وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم. صراطِ الله الذي له ما في السموات وما في الأرض. ألا إلى الله تصير الأمور(٣).

[ الاعتصام بالكتاب والسنة ]:

وأخبر أنه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات، ويحرم الخبائث. كما قال تعالى: ﴿ورحمتي وسعتْ كلَّ شيءٍ فسأكتبُها للذين يتَّقونْ ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتَّبِعونَ الرسولَ النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراةِ والإنجيل. يأمرُهم بالمعروفِ وينهاهم عن المنكر. ويحلُّ لهم الطيبات. ويحرِّمُ عليهم الخبائثَ. ويضع عنهم إصرهم. والأغلال التي كانت عليهم. فالذين آمنوا به وعزَّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزِلَ معه أولئك هم المفلحون﴾(٤).

وقد أمر الله الرسول - ﷺ - بكل معروف ونهى عن كل منكر. وأحل كل طيب. وحرم كل خبيث. وثبت عنه - ﷺ - في الصحيح أنه قال: ((ما بعث الله نبياً إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم))(٥). وثبت عن العرباض بن سارية قال: ((وعظنا رسول

(١) الآية ٥٩ من سورة النساء.
(٢) الآية ١٠٨ من سورة يوسف.
(٣) الآيتان ٥٢ - ٥٣ من سورة الشورى.
(٤) الآيتان ١٥٦ - ١٥٧ من سورة الأعراف.
(٥) الحديث رواه مطولاً مسلم في كتاب الإمارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول ج ٣ ص ١٤٧٣ والنسائي في كتاب البيعة باب ذكر ما على من بايع الإمام

73