<23> قال الحبر: وإذا سألت (سئلت؟) عنه بماذا تصفه.
<24> قال الخزري: بالصفات التي صحت عندي عيانا، ثم أتبعها بالتي كانت مشهورة وتبينة بهذه الأواخر.
<25> قال الحبر: وبمثل هذا أجبتك إذ سألتني، وبمثل هذا فاتح موسى فرعون إذ قال له إله العبرانيين أرسلني إليك، يعني إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، إذ كان أمرهم مشهورا عند الأمم، وأنه صحبهم أمر إلهي، وعني بهم، وقضى لهم العجائب. ولم يقل له رب السماء والأرض، أو خالقي وخالقك أرسلني. وكذلك فاتح الله خطابه لجمهور بني إسرائيل. أنا الله معبودك الذي أخرجتك من بلد مصر. ولم يقل انا خالق العالم وخالقكم. فهكذا فاتحتك يا أمير الخزر إذ سألتني عن إيماني، جاوبتك بما يلزمني، ومعشر بني إسرائيل الذين صح عندهم ذلك العيان، ثم التواتر الذي هو كالعيان.
<26> قال الخزري: فإذا شريعتكم إنما هي وقف عليكم.
<27> قال الحبر: نعم ومن انضاف إلينا من الأمم خاصه ينل من خيرنا ولم يستو معنا، ولو كان لزوم الشرع من أجل ما خلقنا لأستوي فيه الأبيض والأسود إذ كلهم خلقته تعالى، لكن الشرع من أجل إخراجه لنا من مصر، واتصاله بنا لكوننا الصفوة من بني آدم.
<28> قال الخزري: أراك يا يهودي تتلون، وقد عاد كلامك غثا بعد ما كان سمينا.
<29> قال الحبر: أغثه أسمنه إن اتسع لي صدرك حتى اتسع في شرحه.
<30> قال الخزري: قل ما شئت.
<31> قال الحبر: إن بحكم الأمر الطبيعي لزم الإجتذاء والنمو والتوليد وقواها وجميع شرائطها، واختص بذلك النبات والحيوان، من دون الأرض والحجارة والمعادن والعناصر.
<32> قال الخزري: هذه جملة تحتاج إلى تفصيل، لكنها حق.
صفحة غير معروفة