الحجة للقراء السبعة
محقق
بدر الدين قهوجي - بشير جويجابي
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٣ هـ - ١٩٩٣م
مكان النشر
دمشق / بيروت
تصانيف
علوم القرآن
بمنزلة الألف فضمّت معها الهاء ضمك إيّاها مع الألف، كما قرّبت الألف من الياء لمّا كانت منقلبة عنها. وقد أريتك فيما تقدم أن المقرّب من الحروف قد يكون في حكم الحرف المقرّب منه عندهم بدلالة قولهم اجدرءوا «١» واجدمعوا، وإبدالهم تاء الافتعال مع المقرب إبدالهم إياها مع الحرف المقرّب منه.
ومما يؤكد ذلك أنّهم قالوا. رويا وروية ونوي «٢» فجعلوا [حكم الواو] «٣» حكم الحرف المنقلب عنه، فلم يدغموه في الأمر العام الشائع، كما لم يدغموا في هذه الياء ما الواو بدل منه، فكذلك يكون حكم الياء في عليهم حكم الحرف المنقلب عنه.
ومن ذلك أنهم قالوا: بيس فلم يحقق الهمزة، وأقرّ مع ذلك كسرة الباء فيها، كما كان يكسرها لو حقق الهمزة، أفلا ترى أنّه جعل حكم الحرف المغير حكمه قبل أن يغيره، فكذلك يضم الهاء مع الياء المنقلبة عن الألف، كما يضمّها مع الألف.
ومن تشابه الياء والألف أنّ الياء قد أجريت مجرى الألف، فأسكنت في موضع النصب، فصارت في الأحوال الثلاث «٤» على صورة واحدة، كما أنّ الألف في مثنّى «٥» ومعلّى كذلك، وقد كثر هذا «٦» في الشعر، وجاء في الكلام منه أيضا.
وذلك قولهم: أيادي سبا، وأيدي سبا، وبادي بدا وبادي بدي «٧»
(١) في (م): اجدرءوا وانظر ص ٥٥. (٢) يريد النؤي، وهو الحفير حول الخباء. (٣) ما بين المعقوفين ساقط من ط. (٤) يريد أن المنقوص قد تسكن ياؤه نصبا. (٥) في (ط): كما أن ألف مثنى. (٦) أي تسكين الياء. (٧) انظر سيبويه ٢/ ٥٤.
1 / 91