الحجة للقراء السبعة

أبو علي الفارسي ت. 377 هجري
105

الحجة للقراء السبعة

محقق

بدر الدين قهوجي - بشير جويجابي

الناشر

دار المأمون للتراث

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٣ هـ - ١٩٩٣م

مكان النشر

دمشق / بيروت

فأمالوا الفتحة التي قبلها نحو الكسرة، كما أمالوها إذا كانت قبل الألف نحو الكسرة، لتميل الألف نحو الياء. فإن قلت: إنّه لا شيء في قولهم: ضربت ضربه، يوجب الإمالة «١» من كسرة ولا ياء ولا غيرهما مما يوجب الإمالة، فكيف استدللت بقولهم: ضربت ضربه على ما يوجب كسر الهاء في عليهم، وليس في «ضربه» شيء يوجب الإمالة؟ قيل: إنّ ذلك يشبه من الإمالة ما أميل لغير سبب موجب للإمالة «٢»، كقولهم في العلم: الحجّاج، والناس، وكقولهم: طلبنا، ورأيت عنتا. فعلى هذا الحد أمالوا في قولهم: ضربت ضربه، ألا ترى أنهم لم يميلوا إذا جاوزت الياء والكسرة حرفا سوى الهاء. وكان إمالة الفتحة مع الهاء ساكنة أكثر في الاستعمال من باب طلبنا، وأقيس، لأنّ الهاء قد أجريت متحركة مجرى الألف فيما ستراه بعد، إن شاء الله، فإذا كانت ساكنة كانت أن تجرى مجرى الألف أجدر وأسهل. وممّا يؤكّد شبه الهاء بالألف اجتماعهما في تبيين الحركة نحو: (أنا) و(حيّ هلا) كتبيينهم إيّاها بالهاء في: (كِتابِيَهْ) و(حِسابِيَهْ). ولو لفظت بالباء من ضرب، لقلت في قول الخليل إن شئت: به وإن شئت با. فكما جرتا مجرى واحدا في هذا، كذلك جعل في عليهم بمنزلة الألف في أن أبدل من ضمتها كسرة ليوفّق بين الصوتين فيكونا من جهة واحدة. فإن قلت: ما وجه استجازة الخليل التخيير بين الهاء

(١) في (ط): يوجب إمالة الألف. (٢) في (ط): يوجب الإمالة.

1 / 63