أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البندار ببغداد قال: ثنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري، الإسناد إلى زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((يا أيها الناس! أما بعد، إنما أنا بشير يوشك أن يأت رسول #392# ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين -يعني أولهما-: كتاب الله فيه الهدى والنور، فاستمسكوا بكتاب الله عز وجل، فخذوا به))، فحث على كتاب الله، ورغب فيه ثم قال: ((وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي -ثلاث مرات-)).
أخبرنا أبو علي الشافعي قال : أخبرنا محمد بن أحمد العدل، الإسناد إلى سفيان بن عيينة، عن عمر، عن رجل من ولد أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: كان بين الزبير بن العوام وبين رجل #393# خصومة في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فجاء الزبير والرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للزبير، فقال الرجل: إنما قضى له لأنه ابن عمته! فأنزل الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} الآية.
فجعل عز وجل في هذه الآية أن من شرط الإيمان وصحته #394# الانقياد لحكم رسوله، ودل على أن من خالفه غير منقاد للحق وغير ثابت الإسلام.
صفحة ٣٩١