واستدل أيضا في هذه المسألة بقوله سبحانه: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}، فلو كان القرآن مخلوقا لكان الله تعالى قائلا له: كن، والقرآن قوله، ويستحيل أن يكون قوله مقولا له؛ لأن هذا يوجب قولا ثانيا، وهذا يقتضي ما لا نهاية له، وهو فاسد، وإذا فسد فسد أن (يكون القرآن مخلوقا.
وقال تعالى: {الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان}، فلما) جمع في الذكر بين القول الذي هو كلامه وصفته، وبين الإنسان الذي هو خلقه ومصنوعه: خص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق.
أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، الإسناد إلى ابن أبي الدميك قال: حضر ابن الوليد المأمون [وعنده] بشر #457# المريسي وأصحابه، فقيل للمأمون: إنه مشبه! فقالوا له: ما تقول في القرآن؟ فالتفت إلى المأمون وقال: هؤلاء لا عقول لهم! ثم قال للمأمون: قال الله عز وجل: {حق القول مني}، فمن الله شيء مخلوق؟! فاستحيى المأمون ورفع الستر ودخل.
بشر بن الوليد هذا هو الكندي، أحد أئمة أهل السنة، روى عنه أئمة الحفاظ.
صفحة ٤٥٥