11 - وأثبت أن الله جل جلاله ... تكلم بالقرآن لا قول من كفر
قال الله جل جلاله: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم #448# يجعل له عوجا. قيما}.
وقال تعالى: {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه .. .. } الآية.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} الآية.
وقال تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك .. .. } الآية.
وقال تعالى: {آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله}.
وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، و{الظالمون}، و{الفاسقون}.
وقال: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} الآية.
وقال: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل}.
وقال: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق}.
وقال: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}.
وقال: {وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين}.
وقال عز من قائل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {بلغ ما أنزل إليك من ربك}.
وقال: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره .. .. } الآية.
وقال: {يريدون أن يبدلوا كلام الله}.
بيان ذلك من الأثر:
أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، الإسناد إلى عكرمة قال: ثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله إذا قضى الأمر من السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كصوت السلسلة على الصفوان، فذلك قوله: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير})). قال: ((ويسترق السمع فربما أدركه #450# الشهاب قبل أن يرمي إلى صاحبه، وربما لم يدركه الشهاب حتى يرمي بها إلى صاحبه، فيرمي بها هذا إلى هذا حتى يلقى على فم ساحر أو كاهن فيكذب معها مائة كذبة)).
قال: ((فيصدق، يقال: ألم يخبرنا يوم كذا بكذا فوجدناه حقا؟! وهي الكلمة التي سمعت من السماء)).
صحيح، أخرجه البخاري واستدل به على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، واستنبط منه هذا المعنى الذي في قوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} الآية، ولم يقل: ماذا خلق ربكم؟
وبالإسناد إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ((كان لكل قبيل من الجن مقعد من السماء يستمعون فيه الوحي، فكان الوحي إذا نزل سمع له صوت كإمرار السلسلة على الحجر، فلا ينزل على سماء إلا صعقوا، حتى ينزل على السماء الدنيا ثم #451# يقال: يكون العام كذا، ويكون العام كذا، فيسمع الجن ذلك فتخبر به الكهنة، فتخبر الكهنة به الناس فيجدونه كما قالوا)).
قال: ((فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم دحروا)).
قال: ((فقالت العرب: هلك من في السماء! فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا، وصاحب البقر والشاة كذلك، حتى أسرعوا في أموالهم، فقالت ثقيف -وكانت أعقل العرب-: أمسكوا عليكم أموالكم! فإنه لن يهلك من في السماء وإن هذا ليس بالشأن، أليس ترون مثالكم من النجوم كما هي؟! فقال إبليس: لقد حدث شيء من تربة الأرض، فجعل يشم تربة كل أرض حتى #452# شم تربة مكة، فقال: من ها هنا قد حدث الحدث! فنظرنا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث)).
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن منده، الإسناد إلى خولة بنت حكيم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه)). أخرجه مسلم.
واستدل شيخنا أبو إسماعيل عبد الله الهروي بهذا الحديث على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يبين موضع الاستدلال #453# لشهرته، ويؤيد هذا الاستنباط قوله تعالى: #454# {ألا له الخلق والأمر}.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأديب قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتابه، الإسناد إلى محمد بن يحيى -يعني الذهلي- قال: ((قال الله تعالى في كتابه: {ألا له الخلق والأمر}، فبأمره خلق الخلق قال: كن، وكلامه من أمره ليس مخلوقا، بهذا ندين الله تعالى بصدق نية، عليه نحيا وعليه نموت، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن في الله شيئا مخلوقا! وتعالى الله عن هذا)).
صفحة ٤٤٧