التابعُ المقرّرُ معنى متبوعهِ في نفسِ السامعِ.
- وحدُّه لفظًا:
تكرارُ اللفظِ بعينهِ١.
- حدُّ البدل٢:
_________
١ انظر: (شرح ابن عقيل ٣: ٢١٤، والتعريفات للجرجانيّ ص ٧١، والعبارة من "حد المعنوي" إلى هنا ساقطة من ب.
٢ هذا اصطلاحُ البصريين، وأما الكوفيّون فقالَ الأخفشُ: "يسمّونه الترجمة والتبيين". وقال ابنُ كيسانَ: "يسمّونه التكرير".
والبدلُ ثانٍ يقدّرُ في موضعِ الأولِ، والغرضُ من ذلك البيانُ. وذلك بأن يكونَ للشخصِ اسمان أو أسماء ويشتهرُ ببعضِها عندَ قومٍ، وببعضِها عندَ آخرين، فإذا ذكرَ أحدُ الاسمينِ خافَ ألا يكونَ ذلك الاسم مشتهرًا عندَ المخاطبِ، ويذكر ذلك الاسم الآخر على سبيلِ بدلِ أحدِهما من الآخر، للبيان، وإزالةِ ذلك التوهّم.
فالبدلُ يجيءُ في الكلامِ على تقديرِ وقوعهِ موقعَ الأولِ، ورأيُ النحاةِ غير المبرّدِ أن ذلك من غيرِ إلغاءِ الأولِ وإبطالِ الفائدةِ بذكرِه. ولكن على أنَّ البدلَ قائمٌ بنفسِه غير مبين عن الأولِ بيان النعتِ الذي هو من تمامِ المنعوتِ، والدليلُ على هذا أنك إذا قلتَ: زيدٌ رأيتُ أخاه عمرًا، جعلتَ "عمرًا " بدلًا من الأخ. فلو كانَ التقديرُ إزالةَ الأخِ وإبطالَ الفائدةِ به لكان تقديرُ اللفظِ "زيدٌ رأيتُ عمرًا"، وهذا فاسدٌ، فقد بانَ أنَّ البدلَ غيرُ مبطلٍ للمبدلِ منه، وإنما الفائدةُ بذكرِ البدلِ أنَّ الشيىءَ الواحدَ قد يكونُ لهُ أسماء مشتقةٌ من معانٍ، فيشتهرُ ببعضِها عندَ قومٍ وببعضِها عندَ آخرينَ فإذ جمعتَها في لفظك فقد بيّنته من جميعِ وجوهِ البيانِ. ألا ترى أنَّه قد يعرفُ بعضُ الناسِ أخا زيدٍ بعينِه، ولا يعرفُ اسمَه. وبعضُهم يعرفُ اسمَه ولا يعرفُ أنَّه أخو زيدٍ، فإذا قلتَ: "زيدٌ رأيتُ أخاه عَمْرا" فقد جمعتَ له الاسمَ والأخوّة. فَعَرفه مَنْ لم يَعْرِفْه من الجهتين جميعًا.
انظر: (شرح عيون الإعراب: للمجاشعيّ ص ٢٣٩، وشرح المفصل ٣: ٦٣، والتبصرة والتذكرة ١: ١٥٦، وشرح الأشموني ٣: ١٢٣) وبعدها في ب "هو".
1 / 472