الحدود والتعزيرات عند ابن القيم
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية ١٤١٥ هـ
تصانيف
(وقال علقمة (١): كنا في جيش في أرض الرّوم، ومعنا حذيفة بن اليمان ﵁، وعلينا الوليد بن عقبة (٣)، فشرب الخمر، فأردنا أن نحده، فقال حذيفة: أتحدون أميركم، وقد دنوتم من عدوكم فيطمعون فيكم) .
درجة هذا الأثر:
ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى هذا الأثر عريًا من التخريج، وقد خرجه أبو يوسف (٣)، وعبد الرزاق (٤) وسعيد ابن منصور (٥) . وابن أبي شيبة (٦) كلهم بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم (٧) .
وجه دلالته:
ووجه الاستدلال منه على تأخير الحد عن الغزاة ظاهر، فإن حذيفة لم يسقطه ولكن استنكر عليهم تعجيله وهم عند أرض العدو مخافة أن يطمع فيهم الأعداء، فهذا ينبئ عن أن العلة في استنكاره هي قربهم من العدو خشية طمعه فيهم فدل على أنه بعد العودة يعود الحكم بالحد لزوال علته وعليه فإن قول حذيفة ﵁ دالّ على التأخير لا غير والله أعلم.
_________
(١) هو: علقمة بن قيس بن عبد الله الكوفي النخعي المتوفى فيما بعد الستين وقبل السبعين والمائة وهو من ثقاة الأئمة المشاهير (انظر: التهذيب ٧/٤٦٧، والتقريب ٢/٣١) .
(٢) هو: الوليد بن عقبة ابن أبي معيط القرشي الأموي ﵁ وهو أخو عثمان لأمه ﵄ عاش إلى خلافة معاوية ﵁ (انظر: التقريب ٢/٣٣٤، والإصابة ٣/٦٠١) .
(٣) انظر: الخراج ص/١٧٨٣ ط السلفية بمصر سنة ٣٨٢ هـ. وأبو يوسف: هو يعقوب ابن إبراهيم الأنصاري الكوفي المتوفى سنة ١٨٢ هـ. صاحب أبي حنيفة رحمهما الله تعالى (انظر: الأعلام ٩/ ٢٥٢) .
(٤) انظره: بواسطة الجوهر النقي على سنن البيهقي ٩/١٠٥.
(٥) انظر: سنن سعيد بن منصور جلد ٢ قسم ٣/ ص/٢١١.
(٦) انظره: بواسطة الجوهر النقي على سنن البيهقي ٩/١٠٥.
(٧) سنده عند الجميع: من حديث الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن ابن أخته علقمة بن قيس عن حذيفة ﵁.
1 / 56