فسأله صفوت مرجان: ترى ماذا كان مصيرها؟
فقال حسن: إنها تملك اليوم محلا لبيع لوازم السيدات بشارع شريف. - ألم تجمع بينكما مصادفة ما؟ - مرة منذ سنوات في مشرب بيجال وتجاهلتني تماما.
فقالت نهاد: لست قاسيا فيما أعلم. - الحق أني لم أخل من ألم وتنغيص، حتى تراكمت علي المصائب بقدوم الثورة المباركة، فطهرتني من الألم بما هو أشد وأفظع!
فقالت نهاد: أمامك فرصة نادرة، فتزوج منها.
فضحك عاليا وقال: نهاية ممتازة لميلودراما، أما الواقع فإنها اليوم قوادة يشار لها بالبنان! - قوادة؟! - قوادة هاوية.
فسأله صفوت: ماذا تعني؟ - بيتها خلية للبنات، لها عليهن سيطرة أسطورية، وتسهر معهن في بيوت الأصدقاء، بدافع اللهو والعبث لا المال! - يا لها من نهاية! - وسمعت بأنها تقول ساخرة إن عصر البراءة قد زال مع الرجعية والإقطاع والاستعمار!
وسألته نهاد: ألا تعتبر نفسك مسئولا عن تلك النهاية؟ - كلا يا عزيزتي، كان يمكن أن تكون زوجة، أو مجرد صاحبة محل مستهترة، أو قديسة ...
فيم يثيرون هذا الحساب العاطفي من أجل ماض ميت، وينسون ما أعانيه في قلبي وكرامتي! أليست سمراء وجدي بأسعد مني ألف مرة؟ ألم تفقد أسرتنا ابن أخت في غارات الأعماق؟ كما مات أبي، وكما لوثت سمعتنا ظلما وبهتانا. غير أن أخطر شيء أن يستسلم المرء لعاطفة حب خائب، وهو في الأربعين. والتفت نحو صفوت فسأله: ماذا عن الأخبار؟
فأجاب الرجل الذي لرأيه وزنه دائما: لا جديد، ولكن الأمور تتحسن فيما أعتقد.
فقال حسن حمودة بضيق: الله يسامحك.
صفحة غير معروفة