ولكنه قال بإصرار: موافق وسأجرب حظي!
وأعطاه محمد رشوان بطاقته وهو يقول: تقابلني غدا في هذا العنوان في العاشرة صباحا، عندك تليفون؟
فهز مرزوق رأسه نفيا، فقال: ودورك جديد في الواقع، دور شاب جامعي مجند، يزور القاهرة في إجازة قصيرة، فتقع له أحداث هامة، وتحبه سيدة مجهولة الجنسية، وتدعوه للهرب معها.
فتساءل مرزوق: وهل يهرب معها؟ - هذا ما سيجيب عنه الفيلم، والمهم أن تبقى الحال على ما هي عليه، حتى يعرض الفيلم. - أي حال تقصد؟ - أقصد الموقف في الجبهة.
فسأله الأب: وهل تتوقع أن يتغير الموقف قبل ذلك؟ - المنتج يؤكد أن الموقف سيبقى على ما هو عليه أعواما .. أما ...
فتساءل مرزوق: أما؟
فضحك محمد رشوان، وقال: أما إذا انهزمنا مرة أخرى، أو حتى إذا انتصرنا، فستكون العواقب وخيمة على الفيلم وصاحبه!
12
التقى مرزوق بالسيدة المجهولة الجنسية. كانت تطارده وهو لا يدري، ولكنها تظاهرت بالبرود، وسألته سؤالا عابرا، وأجابها بأدب وبلا اهتمام أولا، ثم جذبه بغتة جمالها المضيء، فصعق تماما. وكان يرتدي بدلته العسكرية، وتتجلى البراءة في عينيه.
ووقف وراء الكاميرا ضمن نفر من المراقبين عليات عبده وسنية أنور ومنى زهران وإبراهيم عبده وسالم علي. حتى التنفس مارسوه بحذر؛ فساد الصمت، وشمل كل شيء، ولم تدب الحياة إلا تحت الأضواء الباهرة داخل البلاتو. ولما أعلن محمد رشوان انتهاء اللقطة خرج الممثلان من دورهما وردت الروح إلى الواقفين وراء الكاميرا، فقالت منى زهران: إنه ممثل أصيل.
صفحة غير معروفة