وتراخي عند سورات الغضب
لم تزل تصرفها عن رأيها
وتأناها برفق وأدب
40
تلك التي ود الناس لو أتاحت لهم الأقدار خليفة في عقلها، أو أميرا في رأيها، والتي طلب الوليد من حماد أن يسعفه بمثلها، ويدركه بشبهها، حتى تعطف سلمى عليه، وتردها إليه.
ذلك ما أجاد ابن أبي ربيعة في وصف الرسل، فأما «التحذير» الذي عناه المؤلف، فهو ضرب من الخطأ، أو نوع من الفضول. •••
ثم قال: ومن قناعته بالرجاء من الوفاء قوله:
فعدي نائلا وإن لم تنيلي
إنه ينفع المحب الرجاء
وقد علمت مما أسلفناه أن ابن أبي ربيعة لم يكن ممن يرضى في حبه باليسير من الوصل، والقليل من القرب، حتى تعد من ميزاته القناعة، ومن خصائصه العفاف. وأين هذا البيت في حسنه من قول جميل:
صفحة غير معروفة