كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم

ناصر الدين الألباني ت. 1420 هجري
35

كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم

الناشر

المكتبه الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢١هـ

تصانيف

ويمكن أن نذكر مثالُ لذلك: قوله ﵎: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾] المزمل:٢٠ [، فسرته بعض المذاهب بالتلاوة نفسها، أي: الواجب من القران في الصلوات إنما هو آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة! قالوا هذا مع ورود الحديث الصحيح عن النبي ﷺ قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" ١، وفي الحديث الاخر "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خِداج، هي خِداج، هي خِداج غيرُ تَمام" ٢. فقد رُدت دلالة هذين الحديثين – بالتفسير المذكور للاية السابقة - بدعوى أنها أطلقت القراءة، ولا يجوز عندهم تفسير القران إلا بالسنة المتواترة، أي لا يجوز تفسير المتواتر إلا بالمتواتر، فردوا الحديثين السابقين اعتمادًا منهم على تفسيرهم للاية بالرأي أو بالمذهب. ما أن العلماء – كل علماء التفسير، لا فرق بين من تقدم منهم أو تأخر – بينوا أن المقصود بالآية الكريمة ﴿فَاقْرَءُوا﴾، أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل، لأن الله عزوجل ذكر

١ "صحيح الجامع" "٧٣٨٩". ٢ "صفة الصلاة" "٩٧"

1 / 37