كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم
الناشر
المكتبه الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢١هـ
تصانيف
يشمل الخير والشر، ولكن ما يتعلق منه بنا نحن الثقلين –الإنس والجن المكلفين المأمورين من الله عزوجل - أن ننظر فيما نقوم نحن به، إما أن يكون بمحض إرادتنا واختيارنا، وإما أن يكون رغمًا عنا، وهذا القسم الثاني لا يتعلق به طاعة ولا معصية، ولا يكون عاقبة ذلك جنة ولا نارًا، وإنما القسم الأول هو الذي عليه تدور الأحكام الشرعية، وعلى ذلك يكون جزاء الإنسان الجنة أو النار، أي: ما يفعله الإنسان بإرادته، ويسعى إليه بكسبه واختياره هو الذي يحاسب عليه، إنْ كان خيرًا فخير، وإن كان شرًا فشر.
وكون الإنسان مختارًا في قسم كبير من أعماله، فهذه حقيقة لا يمكن المجادلة فيها شرعًا ولا عقلًا.
أما شرعًا: فنصوص الكتاب والسنة متواترة في أمر الإنسان بأن يفعل ما أمر به، وفي أن يترك ما نُهي عنه، وهذه النصوص أكثر من أن تذكر.
أما عقلًا: فواضح لكل إنسان متجرد عن الهوى والغرض بأنه حينما يتكلم، حينما يمشي، حينما يأكل، حينما يشرب،
1 / 25