كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم
الناشر
المكتبه الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢١هـ
تصانيف
إرادة شرعية، وإرادة كونية.
والإرادة الشرعية: هي كل ما شرعه الله عزوجل لعباده، وحضهم على القيام به من طاعات وعبادات على اختلاف أحكامها، من فرائض إلى مندوبات، فهذه الطاعات والعبادات يريدها ﵎ ويُحبها.
وأما الإرادة الكونية: فهي قد تكون تارة مما لم يشرعها الله، ولكنه قدرها وهذه الإمارة إنما سُميت بالإرادة الكونية اشتقاقًا من قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾] يس:٨٢ [، ف "شَيْئًا" اسم نكرة يشمل كل شيء، سواء أكان طاعة أو معصية، وإنما يكون ذلك بقوله تعالى: ﴿كُنْ﴾، أي بمشيئته وقضائه وقدره، فإذا عرفنا هذه الإرادة الكونية – وهي أنها تشمل كل شيء، سواء أكان طاعة أو كان معصية – فلا بد من الرجوع بنا إلى موضوع القضاء والقدر، لأن قوله تعالى ﴿وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا﴾، معناه أن هذا الذي قال له ﴿كُنْ﴾ جعله أمرًا مُقدرًا كائنًا لابد منه، فكل شيء عند الله عزوجل بقدر، وهذا أيضًا
1 / 24