وبهذا الاعتقاد أرسل «رؤبة بن العجاج» رجزه قائلا:
ومسهم ما مس أصحاب الفيل
ترميهم حجارة من سجيل
ولعب بهم طير أبابيل
فصيروا مثل عصف مأكول
3
ويروي ابن هشام في متن شرح السهيلي للسيرة: ««وكان اسم الفيل محمودا»، فلما وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال: «ابرك يا محمود، أو ارجع راشدا من حيث جئت؛ فإنك في بلد الله الحرام.» ثم أرسل أذنه؛ فبرك الفيل، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فأدخلوا محاجن لهم مراقة فبزغوه بها فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول. فأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها؛ حجر في منقاره، وحجران في رجليه؛ أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك.»
4
وابن نفيل صاحب هذه الكرامة، تمتد كراماته في التراث لتلحق حفيده «عمر بن زيد بن نفيل» على ما سنرى، وابن نفيل يسجل اعتقاده فيما حدث بقوله:
حمدت الله إذ أبصرت طيرا
صفحة غير معروفة