التاريخ عند ابن أبي شيبة
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة والعشرون
سنة النشر
العددان - مائة وثلاثة - مائة وأربعة - ١٤١٦/١٤١٧هـ
تصانيف
كما أورد عددًا من الروايات تشير أن طلحة والزبير بايعا عليًا مكرهين فساغ لهما نقض بيعته، ومرة أخرى يريان أنه بدل ١.
وأخرى تذكر أن عائشة وعليًا كان يتمنيان أنهما لم يدركا معركة الجمل٢. وبحكم موضوع هذا الكتاب فرواياته تدور حولها حتى جاء فيه بالروايات المتعارضة والمواقف المختلفة لمن شاركوا في أحداثه.
وبعد انتهاء المصنف من ذكر مرويات معركة الجمل عقد بابًا لموقعة صفين بين علي ومعاوية- ﵄ جاء فيه بأربع وأربعين رواية فيها، دارت بوضوح أكثر حول مواقف عمار بن ياسر- ﵁ وثباته مع علي وترديده القول: "لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا علي الحق وأنهم على الباطل"؛ ومع هذا كان ينهى أصحابه عن تكفير أهل الشام، ويأمرهم بقول: "فسقوا وظلموا"٣، فما أمر التكفير بهين. وقريب منه موقف علي ﵁ عندما يروي المصنف أنه كان يحسن معاملة أسرى الشام ولم يقتل أحدًا منهم ويكتفي بأخذ سلاحه ثم يخلي سبيله وربما أعطى الواحد منهم بعض الدراهم في سبيل الإحسان إليه٤.
ثم جاء بعد ذلك بروايات كثيرة حول ظهور الخوارج وموقفهم من علي وموقفه الحازم منهم بصور مختلفة معقولة بالسند وكثير منها بعبارة شهدنا، وكنا مع، وخطبنا، وأمثالها من عبارات شهود العيان، والقرب من الأحداث٥. فضلًا عن أن ابن أبي شيبة يذكر مروياته حول أحداث الجمل وصفين والخوارج بطرق إسناد مختلفة في الغالب عما ورد عند الآخرين كأبي مخنف ونصر بن مزاحم والطبري.
_________
١ المصدر السابق ج١٥ ص٢٦١، ٢٧٢.
٢ المصدر السابق ج١٥ ص٢٨٢، ٢٨٦.
٣ ابن أبي شيبة ج١٥ ص٢٩٣-٢٩٤.
٤ المصدر السابق ج١٥ ص٢٩٥.
٥ المصدر السابق ج١٥ ص٣٠٣-٣١٩، ٣٢٠، ٣٢٦، ٣٢٧، ٣٣٢.
1 / 586