التاريخ عند ابن أبي شيبة
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة والعشرون
سنة النشر
العددان - مائة وثلاثة - مائة وأربعة - ١٤١٦/١٤١٧هـ
تصانيف
والأخذ بها أو ردّها لمن يأتي بعدهم، وقد وضح ذلك الطبري في مقدمته ولا يعني أنها مما صح عندهم.
وقد توسع ابن أبي شيبه في باب مقتل الخليفة عثمان بن عفان ﵁ أكثر من الأبواب أو الموضوعات الأخرى في الفتنة، فقد جاء بأكثر من ١٢٠ رواية في أحداث مقتله١. وتبين في مجموعها تفاصيل ما دار بينه وبين الخارجين عليه ورجوعهم ثم عودتهم من الطريق ومطالبتهم له بخلع نفسه أو القصاص منه، وعزل بعض الولاة ورده ذلك ومحاجتهم فيه، وكيف اقتحموا عليه الدار، وأسماء من باشر أو أشار بقتله منهم، وروايات أخرى فيما يترتب على تلك الفتنة من هلاك العرب وعدم اجتماعهم يدًا واحدة بعدها، وقد انفرد ابن أبي شيبة بها بين أصحاب المصنفات مثل الصنعاني، كما أنها تشبه تفاصيل ما أورده وزاد عليه كثيرًا عمر بن شبة فيما بعد في الموضوع ذاته٢. وهناك روايات متفقة في السند والمتن عند الاثنين مع تفصيل أو إيجاز فيه عند أحدهما أحيانًا فهل أخذ عمر بن شبة عن ابن أبي شيبة ولم يشر إليه؟ ٣ والمعروف أن الإمام الطبري رجع لابن شبة في موضوع مقتل عثمان ﵁ إلا أن هناك روايات كثيرة عندهما لم ينقلها ولهذا فإن الرجوع إليهما مباشرة سوف يسهم في دراسة أحداثه ونقد مروياته من جديد.
وعلى الرغم من أن المصنف أخر مرويات مقتل عثمان عن الحديث عن فتنة مقتل الحسين وابن الزبير إلا أن حديثه في كتاب الجمل وترتيبه بعده ظهر كأنه نتيجة واقعة لتلك الأحداث كما هي حقيقة بالفعل ودلالة على افتراق الأمة بعد تلك الفتنة.
_________
١ ابن أبي شيبة ج١٥ ص٢١٨-٢٢١.
٢ عمر ابن شبة: تاريخ المدينة ج٤ ص١١٤٩.
٣ ابن أبي شيبه المصنف ج١٥ ص٢١٥-٢١٩، عمر بن شبة: تاريخ المدينة ج٤ ص١١٤٩، ١١٥٢.
1 / 584