التاريخ عند ابن أبي شيبة
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السابعة والعشرون
سنة النشر
العددان - مائة وثلاثة - مائة وأربعة - ١٤١٦/١٤١٧هـ
تصانيف
كما يأتي أحيانًا بالروايات المتعارضة في الموضوع الواحد بين الإجازة والتحريم مثل روايات الاستعانة بالمشركين من عدمها.١
ومن ملامح منهجه أنه يأتي بالرواية الواحدة في أكثر من موضع حسب مناسبته له فقد جاء بأحاديث في كتاب الأمراء، وجاء بها في كتاب الفتن، إلا أنه لم يكثر من ذلك على غرار ما وضح عند الإِمام٢مسلم عندما جاء بأحاديث غزوة تبوك في عشرة مواضع في صحيحه تبعًا لمناسبتها لها ٣.
كما يبدو أنه تأثر بطريقة عروة بن الزبير في الجمع بين أسانيد عدة روايات في سبيل تأليف حادثة متكاملة وهو المنهج الذي اتبعه أيضًا ابن شهاب الزهري وابن إسحاق في بعض الحوادث٤. ويظهر ذلك واضحًا في المقارنة بين مروياته وبعض مرويات عمر به شبة في مقتل عثمان ﵁.
أما الاقتصار على ذكر سند الرواية والتنويه بمشابهة سابقتها في المتن فكثير عنده٥.
وقد اتسم أسلوبه بالرصانة ونصاعة العبارة في سرد الحوادث التاريخية، فهو أحد العلماء بخلاف أصحاب المرويات التاريخية من الإخباريين وغيرهم.
وأخيرًا فإن تأليف ابن أبي شيبة في هذه الموضوعات كالجمل، قد يكون أحد أساليب النقد والرد على مؤلفات آخرين سبقوه، وبالذات المؤرخين الشيعة الذين غالوا وشوهوا حقائق تلك الأحداث من أمثال أبي مخنف صاحب
_________
١ المصدر السابق ج١٢ ص٣٩٤- ٣٩٥.
٢ المصدر السابق ج١١ ص١٣٩.
٣ سليمان العودة: السيرة النبوية في الصحيحين وعند ابن إسحاق ص١٠٨.
٤ محمد الأعظمي: مقدمة كتاب مغازي رسول الله ﷺ لعروة بن الزبير ص٦٨.
٥ ابن أبي شيبة: المصنف ج١٢ ص١٣٦.
1 / 572