الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت

عبد الغفار مكاوي ت. 1434 هجري
47

الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت

تصانيف

ضحكت، كانت ضحكتها طائشة وسؤالها أكثر طيشا: لي أنا؟

قاطعها الروح النوراني كأنه يعيدها إلى العقل: نسيت سؤالك الآخر؟

أرادت أن تضحك من جديد، خشيت أن يغضب منها أو يتلاشى من أمامها: وماذا تريد مني؟

قال في صوت مهيب: ما تريده السماء من الأرض، والنور من الظلام، والحقيقة من المظهر، واللاهوت من الناسوت!

ضحكت الصغيرة بلا خجل، خشي أن تسترسل في الضحك، فأسرع يسألها: أين كنت طول النهار يا حبيبتي؟

قالت وهي تضع يدها على فمها، وتحاول أن تخفي وجهها بيدها: مولاي روح من السماء ولا يعرف؟

أسرع يقول في ثقة: كنت مع أبيك؛ أرى هذا على وجهك وملابسك.

قالت الصغيرة: وقدمي التي التهبت من المشي على الأسفلت، وصوتي الذي بح من النداء على خلق الله.

فسأل: وماذا كنت تقولين؟

قالت في خبث: ما يقوله شحاذ على باب الله.

صفحة غير معروفة