وعن جَرير بن عبد الله قال: رأيت النبي ﷺ يفتل ناصية فرسه بإصبعيه ويقول:) الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة (.
قالوا: وفي فتله ﵇ ناصيةَ فرسه الفضلُ في خدمة الرجل دابتَه المعَّدة للجهاد، وفيه دليل أن الجهاد باق ثابت إلى يوم القيامة، وفيه بقاء الإسلام والمجاهدين الذابين عنه إلى يوم القيامة.
وعن أبي كبشة قال: قال رسول الله ﷺ:) الخيل معقودة في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها؛ والمنفق عليها كالباسط يَدَه بالصدقة (. وفي لفظ آخر:) الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها؛ فامسحوا بنواصيها، وادعوا الله لها بالبركة (.
وعن سَوَادة بن الربيع الجَرمي قال: أتيت رسول الله ﷺ، فأمر لي بذوْدٍ، وقال لي:) عليك بالخيل، فأن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (.
وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله ﷺ قال:) الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عُدَّة في سبيل الله، فأن شبعها وجوعها، وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها، فلاح في موازينة يوم القيامة؛) ومن ربطها رياء وسمعة، وفرحًا ومرحًا، فأن شبعها وجوعها، وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها، خسران في موازينه يوم القيامة «.
والناصية الشعر المسترسل على الجبهة، وقد يكنى به عن النفْس؛ يقال: فلان مبارك الناصية، أي النفس.
وعن أَنس بن مالك قال: لم يكن شيء أحب إلى رسول الله ﷺ بعد النساء من الخيل.
وعن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:) من حبس فرسًا في سبيل الله كان سِترْهَ من النار (.
وعن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال:) من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعد الله، كان شبعُه وريه وروثه حسناتٍ في ميزانه يوم القيامة (.
وروى ابن سعد في الطبقات قال، قال رسول الله ﷺ:) المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها؛ وأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة كذكيَّ المسك (.
وحكى عبد الرحمن بن زياد أنه لما نزل المسلمون مصر كانت لهم مراغة للخيل فمر حُديج بن صومي بأبي ذَرٍّ ﵁ وهو يمرغ فرسه الأجدل، فقال: ما هذا الفرس يا أبا ذر؟ قال: هذا فرس لي لا أراه إلا مستجابًا، قال: وهل تدعو الخيل فتجاب؟ قال: نعم! ما من ليلة إلا والفرس يدعو فيها ربه يقول: اللهم إنك سخَّرتني لأبن آدم، وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله، اللهم ارزقه مني وارزقني على يديه.
وروى أبو الحسن الإسكندر أن رسول الله ﷺ قال:) لقي عيسى بن مريم إبليس لعنه الله، فقال: يا إبليس! إني سائلك عن شيء فهل أنت صادقي فيه؟ قال: يا روح الله! سلني عما بدا لك، فقال: أسألك بالحي الذي لا يموت! ما الذي يُسِلُّ جسمك ويقطع ظهرك؟ قال: صهيل فرس في سبيل الله، وفي قرية من القرى أو حصن من الحصون؛ ولست أدخل دارًا فيها فرس في سبيل الله (.
وعن عطاء الخراساني قال: إن الله ليأجُرُ العبد على حبه الخيلَ وإن لم يرتبطها.
وقال ﷺ:) من همَّ أن يرتبط فرسًا في سبيل الله بنَّية صادقة أُعطى أجر شهيد (.
وعن عُبادة بن الصامت أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:) إن الفرس ليستنُّ في طيلَة، وصاحبُه نائم على فراشه، فلا تبقى له خطيئة إلا وقعت (.
وعنه ﷺ أنه قال:) من ارتبط فرسًا في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر؛ والباسط يده بالصدقة) كذلك (ما أنفق على فرسه (.
وعنه ﷺ أنه قال:) من كثرت سيئاته وقلت حسناته فليربط فرسًا في سبيل الله، ومن ارتبط في سبيل الله كان كمن نصر موسى وهارون، وقاتل فرعون وهامان (.
وعن قيس بن باباه قال: سمعت سلمان ﵁ يقول سمعت رسول الله ﷺ،) ما من مسلم إلا حق عليه أن يرتبط فرسًا) في سبيل الله (إذا أطاق ذلك (.
1 / 5