لم يتأت قط في ائتمار بطاغية أن يؤمل النجاح كما نأمله. ولم تتبين الحمية في قسم كما تبينت في القسم بقتله، ولم ير في متحالفين أحسن مما رؤي في أصحابي من اتفاق.
لقد أبدوا جميعا من النشاط للأمر والسرور به ما ألقى في روعي أن كلا منهم يخدم عشيقة له كما أخدم عشيقتي، وأظهروا كافة من شدة السخط ما أوهمني أن كلهم يثأر لأب له كما تثأرين لأبيك.
اميليا :
كنت أتوقع أن سنا في مثل هذه المهام يعرف كيف يختار الشجعان ولا يلقي بمصلحة اميليا ومصلحة الرومان في أيدي الأغرار والهمل.
7
سنا :
وددت لو أنك رأيت بنفسك الغيرة التي يقدم بها هؤلاء النفر على ذلك العمل العظيم. كان اسم قيصر أو أغسطس أو الامبراطور، كافيا وحده أن يلهب أعينهم بنار الغضب.
فما تنقضي لحظة حتى يعلو جباههم المتناقضان: اصفرار الاستفظاع، واحمرار الحقد. قلت خاطبا فيهم: «أيها الأحباب، دنا اليوم السعيد الذي سيختم بالحسنى أغراضنا الكريمة.
لقد وضعت الآلهة في أيدينا حظ روما، وناطت سلامتها بهلاك رجل، إن جاز أن يسمى برجل من خلا من الإنسانية، فكان نمرا لا يروى إلا باستنزاف جميع الدم الروماني! ففي سبيل سفكه كم دبر من مكيدة وكم تحول من حزب إلى آخر، ومن عصبة إلى عصبة، فهو تارة صديق لانطونيوس، وطورا عدو له لا حد لوقاحته ولا لقسوته».
وبعد قولي هذا مضيت في سرد طويل للرزايا
صفحة غير معروفة