============================================================
ومن الناحية الخارجية، ولو أن الصلح قد عقد مع الروم فى سنة 531 ، لكن الموقف كان موقف ترقب لاستثناف القتال؛ ومن جهة أخرى كان الهياطلة فى الحانب الشرقى بهددون ايران باستمرار، وكانت ايران مضطرة إلى دفع جزية لملكهم . ووجد كسرى الفرصة لاستثناف القتال مع الروم سانحة فى نزاع قام بين دولة الغسانيين الى كانت تدين بالولاء للروم، وبين ملك الحيرة الذى كان فى حمى ملك ليران . فتهض كسرى الأول أنو شروان للقتال فاستولى على أنطاكية سنة 40ه وهدمها، وبعد حرب سحال بين الروم والفرس، عقدت هدتة فى سنة ه4ه. ومن ناحية أخرى استطاع كسرى (فيما بين سنة 8هه وسنة 561) أن يقضى على دولة اهياطلة - وكانت هذه قد ضعفت تحت تأثر غارات قبيلة من الرك يقودها سنجبو ومن ناحية الحنوب مد كسرى ملكه إلى المن ، وكانت آنذاك فى يد ملك الحبشة. ففى سنة 0لاه تحالف بهريز، أحد قواد كسرى، مع العرب على الحبش وتولى حكم بلاد المن ، واختلط بالمنيين هو وجنوده واستقروا فى المن : حى جاء الإسلام، وعرف أبناؤه وأحفاده باسم " الأبناء (أى أبناء الفرس الذين غزوا المن بقيادة بهريز) . ولكن حربا جديدة بين الروم والفرس فى سنة 572 قد سودت الأيام الأخيرة لهذا الملك العادل " ذى النفس الحالدة" ؛ فقد اجتاح الروم العراق، وانتصروا على فارس فى معركة ملطية فى السهول الممتدة هناك ، ولم ينجح كسرى فى النجاة بنفسه إلا بفضل الفيل الذى ركبه واخترق به هر الفرات . بيد أن القائد الرومى يوستنيان ما لبث أن انهزم، فعين مكانه القائد موريس الذى أغار على بلاد (يران واستولى على سنجار هنالك قامت المفاوضات للصلح : بيد أن كسرى توفى فى سنة 579 قيل أن يرى ثمارها .
ولقد ذكرنا من قبل أن كسرى قد أصبح التموذج للملك العادل .
وظفر بشهرة هائلة فى الأدب الفارسى وفى الأدب العربى المتأثر به. فكان طبيعيا إذا أن تحاط شخصيته بهالة من التمجيد من حيث الحكمة والعقل ، مما نرى له الأمثله التى لا تحصى فى كتاب " التاج، المنسوب إلى الحاحظ(1)، وفى (1) تشرة احمد زى باشا . ص 66 وما يليها (39)
صفحة ٤١