============================================================
وفى سنة 527 استأنف الفرس القتال بحجة بناء حصون دارا وأسوارها، وكان ذلك فى السنة الأولى من حكم يوستنيان؛ وكانت الهزيمة أولا للروم بقيادة بليساريوس، القائد الشهير الذى سرعان ما انتقم لنفسه بعد ثلاث سنوات غير أنه هزم من جديد فى كلينكوم سنة 31ه، وفى هذه السنة عينها توفى قياذ عن اثنين وثمانين عاما .
والنص الذى ورد فى كتابنا هذا متاثر بهذه الحياة السياسية العنيفة الى حيها قباذ، فهى مسائل سألها ملك الروم وأجاب عنها كسرى قباذ؛ وفى هذا اشارة إلى الحروب التى كاتت بين كليهما . إنما الغريب حقا هو أن تنسب هذه الأجوبة الحكيمة إليه ، مع أنه لم يعرف بالحكمة كما سيكون ابنه كسرى أنو شروان؛ بل نقم عليه رجال الدين احتضانه لمذهب مزدك . لهذا تظن تحن أن الذين اختر عوا هذه الأجوبة كاتوا من أتباع مزدك، وأرادوا تمجيد حاميهم هذا ، فأضافوا إليه هذه الأقوال الحكيمة .
(د) وطبيعى آن نرى أديا ضخما ينسب إلى كسرى آنو شروان: " ذى الروح الخالدة" ، والملقب أيضا " دادجر" أى العادل. فقد كان اكبر ملوك الساسانيين ، وكان عهده الزاهر عزيز الذكرى فى نفوس الإيرانيين أحعين، وبخاصة لدى ذوى الترعات الشعوبية منهم . فى عهده استقر المأك: وامحت البدع، خصوصا بدع مزدك ومانى، وتدلنا الرسالة المنسوبة إلى تنسر أن الملك كسرى الأول هذا قد أصبح عمود النظام وقاعدة الخير فى رعيته وجتوده، وهو زينة الأعياد، وملاذ الخاثفين فى يوم الفزع ، والملجأ من العدو . فأعاد إلى الملاك الذين نزعت أملاكهم ما كان لهم من أموال ثابتة ومنقولة : وأعاد الحلاثآل إلى أزواجهن إن كانوا أحياء ، وإن لم يكونوا أحياء أو لم يكن لهن من قبل اختطافهن أزواج ، خيرت المرأة بين أن تبقى مع سابيها الذى اختطفها وبين الانفصال عنه . ورد إلى الأسر النبيلة المنكوبة اعتبارها وتبنى أبناءها اليتامى. وأصلح خصوصا نظام الضرائب بأن أمر بمسح الأرض المزروعة، ورتب لها المكوس على نحوعادل ، كما أصلح المكوس المفروضة على الأشخاص. ثم أصلح نظام الدولة الإدارى ، ورتب الطبقات فى الأمة.
(39)
صفحة ٤٠