146

============================================================

وإن كان وحيدا لم يأمن مكره . الكريم يمنح أخاه مودته عن لقاءة واحدة أو معرفة يوم ، واللثيم لا يواصل أحدا إلا عن رغية أو رهبة . وجدنا البلايا يسوقها إلى أهلها الحرص والشره . ليحسن اجهادك لنفسك مما تكون به للخير أهلا ، فانك إذا فعلت ذلك أتاك الخير (137) يطلبك كما يطلب الماء فى السيل (1) الحدور. خمسة أشياء لا بقاء لها ولا ثبات : ظل الغمام ، وخلة الأشرار، وعشق النساء، والثناء الكاذب، والمال الكثير ليس يفرح العاقل بالمال الكثير ولا يحزن (2) لقلته ، ولكن ماله وعقله وما قدم من صالح عمله. لا يعد غنيا من لم يشارك فى ماله (2)، ولا يعد نعيما ما كان فى سوء ثناء ولا يعد غنما ما ساق غرما، ولا يعد غرما ما ساق غنما، ولا يعد حياة ما كان فى فراق الأحبة، فان من المعونة على تسلية الهموم وسكون النفس لقاء الأخ أخاه إذا أفضى كل واحد (4) إلى صاحبه ببثه، وإذا فرق بين الاأليف وإلفه فقد حرم السرور وسلب الأنس وأفقد البهجة من أتاه(5) الله سعة فى الفهم وقوة فى العقل فقد أتاه السلطان الذى علك به تفسه ، ومن ملك نفسه بسلطان عقله قل أسفه على كل شىء(6) فائت، وذاك أنه ينقض (7) باليقين ما تبرم الشهوات : ويسوس نفسه بأن يقهرها على درك الخبرات . ومن لم يكن كذلك ملكته نفسه فأوردته الموارد المهلكة (4) المردية بحسبك مثقفا لعقلك ومهذبا (9) لرأبك وهاديا إلى مراشدك ما تراه فى غيرك من سيرة حستة يغبط (10) بها وقبيح يذم عليه .

فمن لم يفهم من أحوال الناس ما يصطفى منه الأفضل ويتجنب الأنقص. فلا حياة به ولا حيلة لمصلحته . الدهر أفصح المؤديين، وكفاك من كل يوم خبرد (1) الحدود (بقتح الحاء) : اسم مقدار الماء فى اتحدار صببه ، وكل وضع منحدر، والهبوط؛ والحدور (بضم الحاء) : جعل الشىء نر، يقال: حدر الشيء بحدره ويحدره (يكسر الدال وضها) درا وحدورا، فانحدر: حطه من علو الى سفل وضبطت فى ف : بالفتح 2) ط: بقرح وهو تحريف ظاهر (3) ف : حاله ف: واحد منها (5) ف: الله عز وجل (2) شيء : ناقصية فى ط (2) س: ينقص (8) الهلكة : ناقصة فى ط وف: 9)ف: مهديا 1)، ط: به

صفحة ١٤٦