8
الفصل الثاني
الحب الصادق وحد بينهما
(1) ابنة صاحبة الفندق
كان ثلاثة فتيان يتمشون على شط الراين الهادئ الوديع. بحثوا عن مكان يستريحون فيه، ثم رأوا أمامهم الفندق الصغير. طرقوا الباب ففتحت صاحبة الفندق. - «أيتها السيدة المحترمة، هل لديك بيرة ونبيذ؟ وابنتك الساحرة الجمال، أين هي الآن؟» - «عندي بيرة طازجة ونبيذ صاف، أما ابنتي فهي في الحجرة المجاورة ترقد في التابوت.»
اتجهوا ناحية الحجرة وفتحوا الباب. وجدوا الفتاة ممددة داخل تابوت يغلفه السواد.
تقدم الفتى الأول ورفع عن وجهها النقاب، ثم أخذ يتأملها بنظراته الحزينة. «آه لو كنت الآن حية، أيتها الفتاة الفاتنة الجمال، إذن لأحببتك على الفور من كل قلبي وبدءا من اللحظة والآن.»
وأقبل الفتى الثاني على التابوت، ومد يده فغطى وجه الفتاة بالنقاب، ارتد إلى الوراء قليلا، ثم راح جسده يرتج من البكاء: «آه، ما أقسى أن أجدك راقدة في هذا التابوت! كم أحببتك ورعيت عهودك عدة سنوات!»
واندفع الفتى الثالث نحو التابوت، فرفع النقاب عن الوجه الشاحب الحزين، وانحنى على الفتاة وقبل الفم الذابل وهو ينتفض من البكاء والأنين: «أما أنا فأحببتك دائما، وما زلت أحبك وسوف أظل أحبك للأبد.»
1 (2) القفاز
صفحة غير معروفة