[وصيته عليه السلام في سياسة النساء]
وهذا ما أصنع لكم يابني من الرأي الذي جربت من سياسية النساء الحرائر منهم والإماء وما ينبغي أن يجربن([54]) عليه ويفعل في أمرهن، لأنهن في آدابهن وعقولهن وأخلاقهن قد تنكرن وتغيرن في زمانهن هذا ودهرهن.
فخيرتهن يابني ذوات العفاف والدين، ومن اختار منهن ذوات العفة والصلاح والدين فهو الرابح الراشد غير الخاسر ولا المغبون، ومن مال منهم إلى - الحسن والجمال - وإن لم يكن لمن كان منهن حسن جميل ولا صلاح في دينها، وتحجب وصيانة عند أوليائها، واستقامة في مذاهبهم في الصلاح والأدب والدين والحجاب، كان خاسرا مغبونا، وبدى له من أخلاقهن في الدين والأخلاق ما لم يزل معه نادما محزونا.
فينبغي لمن أراد تزويج الحرائر أن يتثبت تثبتا شديدا في المساءلة عن صلاحهن، ودينهن، وسيرة أوليائهن، ورجالهن من الآباء والإخوة، ونسائهن ذوات القرابة لهن، فإن كانوا أهل عفاف ومروءة وطهارة، وحجاب لحرمهم فسيرة نسائهم ([55]) في أنفسهن لا تشكوا كسيرة رجالهن وأوليائهن، وإن كانوا أعفاء صلحاء فالنساء لا يكدن يكن إلا على سيرة أوليائهن ورجالهن، وإن كان أولياؤهن الغالب عليهم وعلى نسائهم سوء السيرة وترك التحجب، فاحذروا يابني الدخول فيهن والتزوج لهن، فإن الغالب عليهن ما يغلب على رجالهن، إن كان شرا فشرا، وإن كان خيرا فخيرا.
صفحة ١٢٤