ولو لم يكن ما ذكرنا يدرك ويفهم إلا بالعيان؛ لقصر عن ذلك أطول عمر الإنسان وسأنبئكم إن شاء الله تعالى عن كثير مما صح عندي من أخبار الأمم وشأنها وأخبار كثيرة مجملة من أخبار بلدانها، إذا جاء وقت الإخبار عنه في مواضعه ([3])، فتمسكوا إن شاء الله بفهم ما أخبركم به، فإن في ذلك كفاية لكم كافية، وخبرة قد كفيتكم تحصيلها شافية، فلست آلوكم تحصيلا لصحيح الأخبار، وما لم يدرك مثله أو بعضه إلا بعد إختلاف أخبار الناس أو بعد عمر طويل وأعمار.
فتفهموا إن شاء الله ولا قوة إلا بالله ما سأبينه لكم، والتوفيق والمعونة من عند الله، تستغنوا بتحصيل ما حصلت لكم من الخبر، عن انتظار التجارب التي لا يحصل لكم منها يقين الفهم إلا بعد طول العمر.
وأنا سأضرب لكم مثلا جامعا في قبول ما كفاكم الله خبرته حتى جمعته لكم في آخر عمري معا، وذلك من المثل في وفيكم، وفيما ألقيه من محصول حقائق الأخبار في الدين والدنيا إليكم.
صفحة ٢٨