[وصيته عليه السلام في ترك اللواط]
تعرفوا إذا وقفتم وتفهمتم الأمور كلها الضارة والنافعة واحذروا يابني عصمكم الله الخطيئة والفاحشة العظماء التي ليست خطية ولا فاحشة أعظم منها فوق الأرض ولا تحت السماء، وهي الفاحشة الكبرى، وقد نهى الله عنها وزجر في مواضع كثيرة من القرآن نهيا، وتحريما مؤكدا مكررا وهي من أنكر المنكر عند من آمن وكفر، من كل أسود وأحمر، وهي إتيان الذكور، وذلك عند الله من أفحش الكبائر والشرور، ولو لم ينزل الله من ذلك نهيا وتحريما؛ لكان ذلك في معقول البشر والخلق كلهم جميعا جراما، وخروجا من المعقول كبير مضيعا قبيحا هائلا منكرا أن يكون ذكرا يركب وينكح ذكر؛ لأن الذكران إنما خلقهم الله لمزاوجة الإناث، لما في ذلك مما أراد الله سبحانه بالناس من النماء والتناسل والكثرة والانبثاث، فاعلين لا مفعولا بهم، والفعل منهم إنما أحله الله لهم في أزواجهم وملك أيمانهم، فقال تبارك وتعالى: {ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله} [النساء:1].
صفحة ٤٢