وسميت هذا التأليف المبارك (هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين) والله أسأله الإعانة والتأييد، والعصمة والتسديد؛ فما التوفيق إلا منه، ولا الاستعانة إلا به، ولا التوكل إلا عليه.
اعلم أنه قد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حديث افتراق هذه الأمة إلى نيف وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة ، روى هذا الحديث أئمة أهل البيت -عليهم السلام- ، ورواه علماء الحديث وفرق الإسلام، وادعت كل فرقة أنها هي الفرقة الناجية.
وروى حديث الافتراق الرازي في أول (مفاتيح الغيب) وقال ما لفظه: لقد جاء في الحديث المشهور قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلهم في النار إلا ملة واحدة)) قال: وهذا يدل على أن الاثنين وسبعين موصوفون بالعقائد الفاسدة.
وإذا أردنا أن نتكلم في أن أهل البيت عليهم السلام هم الفرقة الناجية ومن اتبعهم؛ تكلمنا في أربعة فصول:
الفصل الأول: فيما ورد فيهم من القرآن وآياته.
الفصل الثاني: فيما جاء فيهم من حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبيناته.
الفصل الثالث: في أن تقليدهم في الفروع واتباعهم أولى من غيرهم، لما خصهم الله به من هذه الفضائل الشريفة، والخصائص الزليفة، والمناقب المنيفة، وكلها دالة على فضلهم وشرفهم، وارتفاع درجاتهم وزلفهم.
الفصل الرابع: في ذكر أعيان أئمة الزيدية، وبيان أوصافهم الحميدة وأفعالهم السديدة.
صفحة ٤٧