322

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وله عليه السلام في النظم اليد الطولى والقدح المعلى، وديوانه مشهور شاهد له بالتقدم في هذه الصناعة، والتبريز في هذه البراعة، وله في جملة أشعاره من الوصايا والحكم والحث على الجهاد ما لم يسمع مثله لغيره.

وسمعت عن بعض العلماء وقد وقف على شعر المنصور [بالله] عليه السلام فقال: من وقف على هذا الديوان اعتقد أن المنصور بالله لم يكن إلا شاعرا فقط لما جود فيه، وطول في قوافيه؛ فإن فيه من الغزل وذكر الديار والمعاهد على عادة العرب شيء كثير، وفيه من أشعار الحماسة والحروب والافتخار بنفسه وأفعاله، ومواقفه في الجهاد ومواطنه في الجلاد ما زاد في ذلك على أشعار العرب في هذا المعنى.

وله عليه السلام في أمير المؤمنين علي عليه السلام القصيدة

المشهورة التي شرحها الفقيه حميد (بمحاسن الأزهار في مناقب العترة الأطهار)، وله (أرجوزة الخيل) في أوصافها وألوانها وأصولها وأعراقها وما يحمد منها وما يذم، ما إذا وقف عليه الواقف لم يهتد إلى معرفة ذلك، وتحير لبه في تلك المسالك.

[أقوال العلماء فيه وفي مبلغ علمه (ع)]

وعلى الجملة فإن المنصور فاق علما وبراعة، ومن علمه يتعلم أرباب هذه الصناعة، وله عليه السلام في علوم السير والتواريخ ما ليس لأحد قطعا، وقد ذكر ذلك الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام في شرحه (الأربعين السيلقية) وقصر براعة المنصور عليه السلام على علم التاريخ، وهو أوسع من أن يقصر على فن بعينه.

صفحة ٣٦٦