314

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وهي رسالة جاءت إليه من الفقيه المسمى بأبي القبائل الأشعري الجبري يطعن فيها على الإمام عليه السلام، وقد وقف له على رسالة إلى (الحجاز) ذكر فيها الإمام المنصور أحاديث نبوية، وضمنها ما يضمنه الأئمة دعواتهم من الدعاء إلى الجهاد، ومنابذة أرباب الفساد، ويذكر فيها الإمام طرفا من فضل العترة النبوية، واعتقاداتهم في المسائل الخلافية الكلامية، وما يدينون به في الأصول الدينية، فاعترضها فقيه الخارقة وطعن في شيء من النحو والتصريف، وما يكتب بالياء وما يكتب بالألف، ثم أخذ يتكلم في الأحاديث، ويعترض الإمام عليه السلام بعدم الأسانيد، وذكر فيما يزعم أن الإمامة في ولد العباس إلى غير ذلك من مذاهب الجبرية.

فلما وصلت هذه الرسالة المسماة بالخارقة أجابها الإمام المنصور بالله عليه السلام بهذا الكتاب الجليل وهو الشافي كاسمه، وجعله أربعة مجلدة كبارا ذكر في الجزء الأول جواب ما اعترضه من الأمور المتعلقة بالعربية، وأورد عليه من هذا القبيل جملة من المسائل الدقيقة التي لا يهتدي أحد إلى معرفتها.

ولقد قال الشيخ العلامة إمام الأدب إسماعيل بن إبراهيم بن عطية: أن المسائل التي أوردها المنصور على صاحب الخارقة مما يتعلق بعلم العربية لا هداية لأحد إلى معرفتها وجواب مشكلاتها إلا بوحي من السماء؛ هذا وهو علامة فنون الأدب، والآية المشار إليها في معرفة كلام العرب، وهذا فن شريف.

صفحة ٣٥٨