108

الهداية الكبرى‏

تصانيف

فاخفضوا من أصواتكم وصلصلتكم وضجيجكم وليبرز إلي ذو الحكم والرأي منكم، فيفهم عني وأفهم عنه فهدؤا وبرز إليه ذو الرأي منهم، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا معاشر الخوارج ما الذي أحكم بينكم إن مرقتم من دين الله كما يمرق السهم من الرمية؟ وما ذا أنكرتم علي؟ وعلى هذا الأمر الذي تطلبونه بالقتال إن أدفعه إليكم بغير قتال تقبلونه، وتقومون حتى لا تعطل شريعة الله ولا رسوله (صلى الله عليه وآله) ولا تطيش مسلمة في حكم الله، ولا يقولوا على الله إلا الحق.

فقالوا: لا.

فقال وا عجباه لقوم يطلبون أمرا بقتال أدفع إليهم بغير قتال لم يقبلوه، قالوا: وكيف نقبله ونحن نريد قتلكم؟ قال: أخبروني ما الذي أردتم للقتال بغير سؤال ولا جواب، فقالوا: أنكرنا أشياء يحل لنا قتلك بواحدة منها.

فقال لهم (عليه السلام): فاذكروها فقالوا: أولها: أنك كنت أخا رسول الله ووصيه، والخليفة من بعده، وقاضي دينه، ومنجز عداته، وأخذ لك رسول الله البيعة في أربع مواطن على المسلمين: في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان، وتحت الشجرة، في بيت أم سلمة، وفي يوم غدير خم، وسماك أمير المؤمنين فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) تشاغلت بوفاته، وتركت قريشا والمهاجرين والأنصار يتداولون الخلافة، والمهاجرون يقولون: الخلافة لمن استخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ له البيعة منها، وسماه أمير المؤمنين، وهو علي بن أبي طالب وقريش تقول لهم لا نرضى ولا نعلم ما تقولون، فقال لهم الأنصار: إذا منع علي حقه فنحن وأنتم أحق بها فتعالوا ننصب منا أميرا ومنكم أميرا فجاءت قريش فقامت قسامة أربعون شاهدا يشهدون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الأئمة من قريش فأطيعوهم ما أطاعوا الله، فإن

صفحة ١٣٨