107

الهداية الكبرى‏

تصانيف

فأتاه فأسبغ وضوءه وصلى فأتاه فارس يركض، فقال له: يا أمير المؤمنين قد عبر القوم القنطرة فقال له (عليه السلام): إنهم ما عبروها، فقال:

والله لقد عبروها، فقال: والله لقد كذبت ما عبروها ولن يعبروها ولا يقتلون منا إلا تسعة ولا يبقى منهم إلا تسعة.

قال جندب الأزدي الله أكبر هذه دلالة قد أعطاني إياها فيهم فأتاه فارس آخر يركض فرسه فقال يا أمير المؤمنين: عبروا القنطرة فقال: والله لقد كذبت ما عبروها ولا يعبرونها، ولا يبقى منهم إلا تسعة ولا يفقد منا إلا تسعة.

قال جندب: الحمد لله وهذه دلالة أخرى، فأتاه فارس آخر فقال: يا أمير المؤمنين قد أراد القوم أن يعبروها وما عبروها، قال: صدقت.

وكان لجندب فرس جواد فقال: والله لا سبقني أحد ولا تقدمني فيهم برمح وضرب فيهم بسيف، وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) من العسكر وفي رجليه نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المخصوف، وعلى منكبيه ملاءة وعن يمينه عبد الله بن العباس، وعن يساره أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، يمشي نحو الخوارج فوثب أصحابه عليه من معسكره بالسلاح وقاموا بين يديه وقالوا: يا أمير المؤمنين تخرج إلى أعداء الله وأعداء رسوله وأعدائك، حاسرا بغير سلاح، وهم مقنعون بالحديد يريدون نفسك لا غيرها؟ فقال: ارجعوا رحمكم الله فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لا يكون إلا ما يريد الله عز وجل.

فلما دنا منهم وأشرف على القنطرة التي كانت من ورائها الواقعة هاجوا نحوه فصاح بهم: معاشر الخوارج إني جئتكم لأقدم الإعذار والإنذار إليكم وأسألكم ما تريدون وما تطلبون وتسمعون ما أقول وأسمع ما تقولون، فأخزى الله الظالمين فزجرهم.

ثم قال ويلكم أيها الخوارج أنا أعلم ما تقولون ولا تعلمون ما أقول،

صفحة ١٣٧