56

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

محقق

عبد الله عمر البارودي

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هجري

مكان النشر

بيروت

وَقد تقدم القَوْل فِي هَذِه الْآيَة فَانْظُر إِلَى أهل النَّار كَيفَ اعْتَرَفُوا بِالْحَقِّ فِي صِفَات الله تَعَالَى وهم فِي دركات النَّار كَمَا قَالُوا فِي مَوضِع آخر ﴿رَبنَا أبصرنا وَسَمعنَا فارجعنا نعمل صَالحا إِنَّا موقنون﴾ وَفِي مَوضِع آخر ﴿كلما ألقِي فِيهَا فَوْج سَأَلَهُمْ خزنتها ألم يأتكم نَذِير قَالُوا بلَى قد جَاءَنَا نَذِير فكذبنا وَقُلْنَا مَا نزل الله من شَيْء إِن أَنْتُم إِلَّا فِي ضلال كَبِير وَقَالُوا لَو كُنَّا نسْمع أَو نعقل مَا كُنَّا فِي أَصْحَاب السعير﴾ قَالَ الله تَعَالَى ﴿فَاعْتَرفُوا بذنبهم فسحقا لأَصْحَاب السعير﴾ فاعترافهم فِي دركات لظى بِالْحَقِّ لَيْسَ بِنَافِع وَإِنَّمَا ينفع الِاعْتِرَاف صَاحبه فِي الدُّنْيَا قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا عَسى الله أَن يَتُوب عَلَيْهِم﴾

1 / 73