خصلة مشتركة
وإخال، بعد هذه القصة عن الكفاية، أنني نسيت أن أقول: إن قلة المصروفات كانت خصلة مشتركة بيني وبين الصحافة التي عملت فيها، فقد كنت في سن الحاجة إلى المصروفات قليل الحاجة إلى المصروفات، وأصح من ذلك أن أقول: إن مطالبي في حياتي ليست بالقليلة، ولكنها ليست كذلك من النوع الذي يتوقف على المال.
وكفاية المرتب، على أية حال، مهمة جدا في كل عمل نعمله لنعيش من رزقه.
هي شيء مهم جدا ولا كلام ...
ولكن هل ترانا نفهم أنها هي الشيء المهم الوحيد، أو أن شيئا آخر لا يهمنا مثلها على تفاوت المرتبات والأجور؟
من يفهم ذلك ففي تجاربه نقص يتعبه في عمله ويتعبه في معيشته، فالرغبة في العمل الذي نتوفر عليه مهمة جدا كالمرتب الذي نتقاضاه منه، ونحن نستريح بستة جنيهات نتناولها من عمل نرغب فيه، ولا نستريح باثني عشر نتناولها من عمل نبغضه ونساق إليه، ولا نود أن ننجزه محسنين أو غير محسنين!
وقد بدأت عملي في الصحافة راغبا فيه مقبلا عليه.
ووجدت من اللحظة الأولى أنني أريد أن أفرغ فيه جعبة المعرفة التي حصلتها من مطالعاتي الصحفية، ومن مطالعاتي في الكتب، وفي الحياة ...
وبعض هذه المعرفة صبيانيات مضحكة لا تقدم ولا تؤخر في الموضوع، ولكنها تدل على حكم العادة وتواتر النظر والسماع ... «عم» العقاد
كيف أوقع مقالتي الأولى؟ وكيف يكون توقيعي الملتزم في جميع المقالات؟
صفحة غير معروفة