لهذا بقيت إعلانات الصحف سنوات عدة وهي مقصورة على إعلانات البيوع القضائية وإعلانات الوفيات أو إعلانات «ختمي فقد مني وليست علي ديون ولم أوقع على سندات أو كمبيالات ...»
وإعلانات «الأختام» وحدها عنوان صادق لنصيب الصحف من قراء الإعلانات؛ لأنها عنوان للأمية التي تعجز عن كتابة الأسماء، ومع هذه الأمية لا إعلان، ولا قراء للإعلان!
الإعانات السرية
ونحن الآن نكتب ونقدر ونتذكر لا نرجع إلى الصحف التي عاشت في مصر وانطوت بعد حين، ولكننا لا نجازف إذا قلنا: إن مصروفاتها كانت على التحقيق أكبر من مواردها التي يدل عليها حساب البيع والاشتراك والإعلان ... ولولا أنها اعتمدت في وقت من الأوقات على مورد الإعانات «السرية» لما طال بها الأجل شهورا، فضلا عن سنوات.
وقد تعلم مبلغ الحاجة إلى هذه الإعانة إذا علمت أن شركات البرق - كشركة روتر، وهافاس - كانت تتلقى إعانة رسمية من الحكومة المصرية، وأن مطبوعات الدواوين والسفارات كانت تحال - علانية - إلى بعض الصحف لطبعها، مع وجود المطبعة الأميرية.
ولم تكن مصادر الإعانة مجهولة بين العاملين في الصحافة والسياسة، وإن لم تبلغ من الصراحة في زمن من الأزمان مبلغ الاعتراف المكتوب.
وربما انقسمت هذه المصادر في جملتها إلى مصدرين اثنين على شيء من الدوام والانتظام، وهما القصور الملكية ودواوين السفارات ووزارات الخارجية، وقصر «يلدز» في الآستانة كان مصدر القسط الأوفر من إعانات الصحافة والصحفيين المتطوعين ...
وقصر «عابدين» بمصر كان المصدر الآخر الذي ينافسه يوما، ويعمل معه يدا بيد في عامة الأيام ...
وكان بخل عباس المشهور يغل يده عن التبرع بالمال من خزانته الخاصة، فكان يحيل أعوانه من الصحفيين تارة إلى ديوان الأوقاف، وتارة إلى ديوان الرتب والنياشين ...
أسعار الرتب
صفحة غير معروفة