عليها امتد هذا الظل. أي محل هذا الوجود الذي فاض من الحق هو أعيان الممكنات عليها امتد وجود الحق كما يمتد وجود الشخص على محله. ثم قال: فيدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات، ولكن باسمه النور وقع الإدراك وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول. ثم ساق الكلام إلى أن قال : ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) (الفرقان: 46]، وإنما قبضه إليه لأنه ظله، فمنه ظهر وإليه رجع وإليه يرجع الأمر كله، فهو لا غيره، فكل ما ندركه، فهو وجود الحق في أعيان الممكنات، فمن حيث هوية الحق هو وجوده، ومن حيث اختلاف الصور فيه، هو أعيان الممكنات، فكما لا يزول عنه باختلاف الصور؛ اسم الظل [كذلك لا يزول باختلاف الصور أسم] العالم أو اسم سوى الحق ، فمن حيث أحديته كونه ظلا هو الحق لأنه الواحد الأحد، ومن حيث كثرة الصور هو العالم، [فتفطن وتحقق ما أوضحته لك]، وإذا كان الأمر على ما ذكرته [لك]، فالعالم [متوهم] ماله وجود حقيقي، وهذا معنى الخيال، أي خيل لك أنه أمر زائد قائم بنفسه، خارج عن الحق، وليس كذلك في نفس الأمر، ألا تراه في الحس متصلا بالشخص الذي امتد عنه يستحيل عليه الانفكاك عن ذلك الاتصال، لأنه يستحيل على
صفحة ٦١