الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليست إلا هو، فهو العلي لا علو إضافة ، لأن الأعيان التي لها العدم الثابت فيها ما شمت رائحة الوجود فهي على حالها من تعداد الصور في الموجودات ، والعين واحدة من المجموع في المجموع ، فوحدة الكثرة في الأسماء، وهي النسب ، وهي أمور عدمية، وليس إلا العين الذي هو الذات، فهو العلي لنفسه لا بالإضافة، فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة، لكن الوجوه الوجودية متفاضلة ، فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة. افهموا - معاشر العقلاء - ما يقول: قال : علا على من؟ وما ثم إلا هو. باعتبار الوجود، فإن الوجود كله في الماهيات هو عين وجوده؛ وإذا كان كذلك، فعلى من يعلو ؟ ثم صرح بذلك فقال: وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية بذاتها. وهذا نص صريح لا يحتاج إلى تفسير ، فعلى هذا يكون الكلب علا بذاته، والقرد والدب والفأر كل واحد منهما علا بذاته، لأن وجود عين الوجود : المطلق الذاتي
صفحة ٥٠