حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ١ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ٢﴾ [الأنفال:٩]
_________
يتعوذ متعوذ بمثل هاتين السورتين، والأمر بالاستعاذة به تعالى كثير في الكتاب والسنة، منها قوله تعالى: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [آل عمران: من الآية٣٦] ﴿قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [البقرة: من الآية٦٧] ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل:٩٨]
ومن السنة: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، فدل على أن الاستعاذة بالله عبادة من أجلّ العبادات فصرفها لغير الله شرك أكبر.
١ وأنها عبادة من أجل العبادات وأفضل أنواعها، وهي أخص أنواع الدعاء، فإن دعاء المكروب يقال له: استغاثة، والاستغاثة هي طلب الإغاثة، وهو الإنقاذ من الضيق والشدة، وأكثر ما يقال غياث المستغيثين، أي: مدرك عباده في الشدائد إذا دعوه، ومجيبهم ومخلِّصهم، فإذا صرفها أحد لغير الله كأن يستغيث بالأصنام أو الأموات أو الغائبين أو نحوهم فهو مشرك كافر.
٢ أي: إذ تستجيرون ربكم وتطلبون منه الغوث فاستجاب
1 / 68