حاشية ثلاثة الأصول

عبد الرحمن بن قاسم ت. 1392 هجري
59

حاشية ثلاثة الأصول

الناشر

دار الزاحم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م

تصانيف

وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ١ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ٢﴾ [الزمر: من الآية٥٤] . ودليل

﴿وَاخْشَوْنِ﴾ أي: خافوا مني، أي: إلى آخر الآية، أو اقرأ الآية، فدلت الآيتان وما في معناهما على أن الخشية عبادة من أجلّ العبادات، فصرفها لغير الله شرك أكبر. ١ وأنها من أجلّ أنواع العبادات، وهي التوبة، بل أعلى مقام التوبة، فإن التوبة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم أن لا يعود إليه، والإنابة تدل على ذلك، وتدل على الإقبال على الله بالعبادات، والإقبال على الله رجوع عما لا ينبغي بالكلية وقصد إلى ما ينبغي من رضاه. ٢ أي: وأقبلوا إلى ربكم وارجعوا إليه بالطاعة ﴿وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾، أخلصوا له التوحيد ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر: من الآية٥٤] . أي: بادروا بالتوبة إلى العمل الصالح قبل حلول النقمة، وأمره تعالى عباده بالإنابة ظاهر في أنها عبادة، وأنه يحبها شرعًا ودينًا، فصرفها لغير الله شرك أكبر.

1 / 64