حاشية ثلاثة الأصول
الناشر
دار الزاحم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م
تصانيف
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
=نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] هو ما فسره ابن عباس بقوله: كل موضع في القرآن ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ فمعناه: وحدوا الله، وقال: عبادة الله: توحيد الله، يعني: اعبدوه وحده دون كل من سواه، وهذا يفيدك: عظم شأن التوحيد، وانه أوجب الواجبات، وأنه أول فرض على المكلف علمًا وعملًا، وهو مدلول شهادة (أن لا إله إلا الله)، التي أوجب الواجبات العلم بمعناها، والعمل بما دلت عليه، من إفراد الله بالعبادة والبراءة من الشرك وأهله، وصدور العبادة من غير توحيد لا يسمى عبادة، وليس بعبادة، وإذا صدرت ممن أشرك فيها مع الله غيره فهي بمنزلة الجسد الذي لا روح فيه، وإذا عبد الله تارة، وأشرك معه تارة فليس بعابد لله على الحقيقة، كما سمى الله المشركين مشركين وهم يعبدون الله ويخلصون له العبادة في الشدائد، وعند ركوب البحار وتلاطم الأمواج يهربون ويفزعون ويلجئون إليه تعالى وحده، ويعرفون أن تلك الآلهة ليست شيئًا في الحقيقة، وأنها لا تنفعهم عند الكروب، ومع ذلك كله سماهم الله مشركين، بل نفى
1 / 50