حاشية ثلاثة الأصول

عبد الرحمن بن قاسم ت. 1392 هجري
125

حاشية ثلاثة الأصول

الناشر

دار الزاحم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣هـ-٢٠٠٢م

تصانيف

نبىء بـ اقْرَأْ١ وأرسل بـ الْمُدَّثِّرُ٢. وبلده

١ أي: أنزل عليه يوم الاثنين بلا خلاف، والمشهور أنه أنزل عليه في رمضان بغار حراء صدر سورة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:١،٢] ففيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة، وخص بالإنسان، لما أودعه من عجائب آياته، ومن كرم الله أن علمه ما لم يعلم فشرفه بالعلم، والعلم: تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة في الكتابة بالبنان، ولهذا قال: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:٣-٥] ورجع بها يرجف فؤاده، فقالت له خديجة: والله لا يخزيك الله، وأخبرت ورقة ابن نوفل، فقال: هذا الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى. ٢ أي: بصدر سورة ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ الآيات، بعد فترة الوحي، ولما جاء الملك فرق منه فقال: "دثروني" فأنزل الله ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾، ثم حمى الوحي وتتابع، وكان أول ما أنزل عليه

1 / 130